كيف استخدمت شركة "أبل" تحليل سلوك المستهلك في الترويج


إن دارسة وتحليل سلوك المستهلك تعتبر واحدة من أهم الأنشطة التسويقية في الشركة، والتي أفرزتها تطورات المحيط الخارجي بسبب احتدام المنافسة واتساع حجم ونوع البدائل المتاحة أمام المستهلك من جهة، وتغير وتنوع حاجاته ورغباته من جهة أخرى، بشكل أصبح يفرض على الشركة ضرورة التميُز في منتجاتها سواء من حيث جودتها أو سعرها أو طريقة الإعلان عنها أو توزيعها وذلك بما يتوافق مع المستهلك وإمكانياته المالية، وهذا لضمان دوام اقتنائها مما يمكن المؤسسة من النمو والبقاء، حيث تحولت السياسات الإنتاجية للمؤسسات من مفهوم بيع ما يمكن إنتاجه إلى مفهوم جديد يقوم على المستهلك باعتباره السيد في السوق وفق ما يسمى بإنتاج ما يمكن بيعه. و لا يأتي ذلك إلاّ من خلال نشاط تسويقي يرتكز على دراسة سلوك المستهلك ومجمل الظروف والعوامل المؤثرة والمحددة لتفضيلاته وأنماطه الاستهلاكية  من خلال التحري والترصد المستمر لمجمل تصرفاته وآرائه حول ما يطرح عليه وما يرغب ويتمنى الحصول عليه.
وتعتبر شركة "أبل" واحدة من العلامات التجارية الأكثر نجاحاً فى توظيف تحليل سلوك المستهلك فى التسوق باعتباره عنصراً حاسماً لنجاحها. ونجحت "أبل" فى إدراك مفاهيم سلوك المستهلك بمستوى عالٍ يتضمن إطاراً لاكتساب المعرفة به جيداً مما يسمح لها أولاً بتنفيذ بحوث المستهلك قبل مرحلة التحليل، ويتطلب ذلك امتلاك إطار للدراسة يتألف من سبل التأثير والإدراك عند المستهلك وسلوك المستهلك وبيئته.
وتُمكّن هذه العناصر المديرين من التعرف على العوامل المؤثرة على المستهلك وإداركه للرسائل الإعلانية ومفاهيمها ورصد سلوكه فى إطار البيئة الاستهلاكية المحيطة به التى تسهل الوصول إلى الجمهور المستهدف.
فعلى سبيل المثال، عدّلت شركة "أبل" ألوان التفاحة وهو الشعار الخاص بها مستخدمة لون الكروم (لون واحد) فأصبح الشعار الجديد الذى احتفظ بالشكل وغيّر اللون فقط سببا ًفى خلق استجابة عاطفية من المستهلكين.وفي دراسة أجريت عام 2008 من قبل جامعة ديوك، أفادت بأن شعار شركة "أبل" أحادي اللون جعل الأفراد أكثر إبداعاً وتحفيزاً للدماغ. وأبدعت "أبل" فى الاستفادة من أصول العلامة التجارية الخاصة بها مثل الشعار ورسائلها عبر جميع قنوات الاتصال والمنتجات.
وأهم ما يميز "أبل" أن بحوثها رصدت العمليات العقلية لدى المستهلك تجاهها، ومنها الفهم والتقييم والتخطيط، واتخاذ القرار والتفكير، والمعرفة والإدراك والمعانى، والمعتقدات. وأثبتت التجربة أن المشاعر، والحالة المزاجية، والتقييمات، والعواطف تؤثر على العمليات المعرفية لدى المستهلك وتشكل فى النهاية قرار شراء المنتج.
استخدمت "أبل" أجهزتها وبرامجها في جمع بيانات عن سلوك المستهلك بشكل مفصل بالإضافة الى بيئة المستهلك، التي تُعبّر عنها السمات الاجتماعية والمادية والسلوك الاجتماعى للأفراد.
ووفق تطورات سلوك المستهلك فى العقد الأخير بنت متاجر "أبل" استراتيجية تحقيق تجربة متكاملة للعميل ليجد في متاجرها المعدات مثل الحاسوب والأقراص، والهواتف الذكية، ومشغلات الموسيقى والساعات، التى تتضمن قدرات تشغيل الفيديو والموسيقى والتصوير والتطبيقات والبرمجيات. وسعت إلى تعزيز الخدمات المتكاملة عن طريق المنتجات والخدمات التكميلية، مثل توفير تعليم استخدام الأجهزة بأسلوب شخص لشخص وكذلك إصلاح المنتج، وورش عمل توفر تجربة مميزة للعملاء.