أتاحت الشبكات الاجتماعية على الانترنت تسهيل التواصل بين الملايين الذين تجمعهم اهتمامات مشتركة، حيث تسمح هذه المواقع لمستخدميها مشاركة الملفات والصور، وتبادل مقاطع الفيديو، وإنشاء المدونات، وإرسال الرسائل، وإجراء المحادثات الفورية، ولكنها مؤخرا أصبحت تُدرج في الاستراتيجية التواصلية لكبرى المقاولات عبر العالم، حيث يتم استخدامها كوسيلة لترويج الخدمات والمنتجات عبر الإعلانات التي تستهدف فئات محددة من رواد هذه المواقع. فلقد تجاوزت الشبكات الاجتماعية مؤخراً مفاهيم التواصل وتبادل الآراء بين الناس، لتصبح أداة قوية يمكن استخدامها من قبل الأفراد والمؤسسات والحكومات في خدمة الاقتصاد وتطوير المعاملات التجارية، كما تبنت المؤسسات في جميع أنحاء العالم وسائل التواصل الاجتماعي في استراتيجياتها التواصلية بوتيرة متفاوتة، ويمكن تصنيف المؤسسات التي تتبنى التغيير بأنها مؤسسات عصرية، تتحلى بالمبادرة، ومتفاعلة ومنفتحة على العالم، حيث تخلق تقارباً بينها وبين الجمهور المستهدف.
ويمكن تلخيص الدوافع الرئيسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأعمال بالمحاور التالية:
1 ـ نمو الأعمال التجارية، حيث أدركت الشركات قوة وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على نمو الأعمال التجارية، لينظر لها على أنها تساعد على تسريع وتيرة العمل، كما أن لهذه الوسائل قوة في البدء في مشاريع تجارية عبر منصاتها، فضلاً عن قدرتها في تحفيز الأعمال والمبيعات والتواصل مع المتعاملين عبر التطبيقات بسهولة وسرعة، واستخدام صورة لبيع المنتجات، والإعلان عن العلامات التجارية، وتسهيل عمليات الدفع.
2 ـ تحسين صورة الشركة، حيث أن الصورة العصرية للشركات تعلن على شبكات التواصل الاجتماعي. وإلى جانب ذلك، تسمح وسائل التواصل الاجتماعي بمزيد من التفاعلات المباشرة مع المتعاملين، وبالتالي تقوية العلاقة مع العملاء، والاستفادة من ملاحظات المتعاملين بشكل فوري، وخدمة المتعاملين بسهولة وسرعة وتفاعلية.
3 ـ إعطاء الشركات الصغيرة فرصة الازدهار، فلقد أصبحت هذه الشبكات الاجتماعية طريقة أسهل وأسرع وأقل كلفة لإنشاء أعمال تجارية جديدة، وعدم تكبد التكاليف المرتبطة بإنشاء الشركات التقليدية.
4 ـ فهم سلوك المستهلكين بشكل أفضل، من خلال ملاحظات وآراء المستخدمين، والحصول على معلومات حول سلوك المتعاملين، وتحليل أفكار وآراء المتعاملين وتصنيفها.
وتتمثل الدوافع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة تسويق في: الإعلانات غير المكلفة من منتجات وعلامات تجارية وأحداث وغيرها، واستهداف مباشر للمتعاملين المناسبين، واستهداف شريحة واسعة من المتعاملين، وسرعة إيصال الرسالة الإعلانية.
ومع ذلك فالطريق لا يزال طويلاً قبل الاعتماد الكلي على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل زيادة مبيعات الشركات. ومن جانب آخر، يجب التنويه على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في توفير أو التأثير على فرص العمل والبحث عن المواهب، فاستخدام هذه الوسائل يزيد من إمكانيات العرض والبحث عن فرص التوظيف، وعروض العمل عبر مختلف الشبكات، لاسيما الشبكات المتخصصة منها في مجال التوظيف، مثل شبكة لينكد إن، والتحقق من المرشحين، إذ تمت الإشارة إلى أهمية هذه الشبكات في جذب المواهب المناسبة، ونشر نبذة عن الشركة كشكل من أشكال الإعلان، وتوفير مناصب جديدة، لاسيما في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت الحاجة ماسة إلى عدد أكبر من الموظفين للعمل في مجال وسائل التواصل الاجتماعي على المستوى التقني. فتغير الترويج في عصر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ديناميكي يعطي الشركات فرصة الازدهار.