تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي شبيهة للحياة الاجتماعية الواقعية في كثير من النواحي، فقد تكون ممتعة، متطلبة، مربكة أو مجزية. ومع تنوع هذه المواقع وانتشارها الكبير أصبح بإمكان معظم الشركات أن تجد قيمة وفاعلية في استخدامها في حال استطاعت اختيار أفضل شبكات التواصل الاجتماعي المناسبة لعملها، واستطاعت استثمار الوقت المناسب فيها، لتحقيق الاستفادة القصوى من الجهود الترويجية الخاصة بعملها.
ومن أجل حصر مجال شبكات الواصل الاجتماعي في أعمال الشركات وجعله أكثر فاعلية، على الشركات أن يكون لديها فكرة جيدة عن الزبائن المحتملين وعن مضمون ونوع محتوى الموقع الاجتماعي، لتقرر ما هي الشبكات المناسبة للترويج لأعمالها والتي سيكون فيها تجمع محتمل لعملائها.
وفيما يلي مجموعة من الاعتبارات السريعة لتساعد أصحاب الشركات في اختيار أنسب شبكة اجتماعية لترويج أعمالهم:
- فيسبوك (Facebook) هو الأنسب لأعمال الشركة إذا كانت تريد أن تصل إلى أوسع شبكة ممكنة، فأكثر من 70 % من البالغين على شبكة الانترنت، مشاركين في الفيسبوك، حيث أنه موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية حتى الآن، ليس لأنه يملك معظم المستخدمين فحسب، بل هو الأكثر استخداماً غالباً، ويتمتع بمستوىً عالٍ من المشاركة.
لكن الشعبية الهائلة قد لا تكون من المعايير الأساسية الهامة للترويج لأعمال الشركة، نظراً إلى أن السبب الرئيسي لتشارك الناس في فيسبوك هو للتواصل مع العائلة والأصدقاء، فإنه قد لا يوفر الوسيلة الأكثر فعالية لرسالة عمل الشركة.
- لينكدان (Linkedin) هو الأنسب لأعمال الشركة إذا كانت في عمل أو دور يمكن أن توفر فيه معلومات مفيدة للناس في عملهم، وتسعى لإجراء اتصالات أعمال، أو تبحث عن وظائف، أو موظفين.
حيث أن معظم المستخدمين على LinkedInمهتمين بالعمل والتوظيف، لذلك فهو الأمثل للتعامل مع نظير واحد، في مجال معلومات متخصصة معينة، مع الأخد بالإعتبار متوسط مستويات دخل وتعليم مستخدمي لينكدان المرتفعة، فهو يوفر بالنتيجة جمهور متميز يستحق الاستهداف باستخدام الرسالة المناسبة.
- بينتيريست (Pinterest) هو الأنسب للشركة، إذا كان الترويج لعملها يتضمن استخدام الوسائل البصرية مع العملاء، الذين هم بطبيعة الحال يعبرون عن أنفسهم في هذا الموقع من خلال الصور.
ومع ذلك فإنه يمكن أن يكون فعالاً أيضاً في المجالات التي قد لا يبدو أنها تتطلب طرقاً بصرية للوهلة الأولى، حيث على الشركة أن تفكر بجمهورها واهتماماتهم، هل من المحتمل مثلاً أن يجمعوا صوراً سوف تؤثر على رغبتهم في اقتناء المنتج أو شراء خدمة؟ هل لديهم اهتمام عميق في الموضوع الذي يمكن أن تمثله من خلال الصور؟ ونظراً لشعبية بينتيريست بشكل خاص بين النساء، فهو المكان المناسب إذا كان هذا هو هدف الترويج.
- تويتر (Twitter) هو الأنسب لأعمال الشركة، إذا كانت تريد أن تصل إلى كل من الرجال والنساء، الشباب منهم، وخاصة إلى "مدمني المعلومات" الذين يجتذبهم تويتر عادةً، وإذا كان عملها يتعلق بمواضيع إخبارية أو بأفكار محددة بتوقيت زمني معين، فالتغريد هو الخيار الأفضل، حيث تجد أن تويتر يكون أكثر فعالية عندما يكون منبراً لجهتين أو أكثر ليردوا على بعضهم وينخرطوا مع متتبعيه.
- انستغرام (Instagram) هو الأنسب لأعمال الشركة، مثل بينتيريست، إذا كان منتجات الشركة تتطلب الجانب البصري من ناحية الترويج، وكانت الزبائن مهتمة بتلك الناحية في عروضها.
من المثير للاهتمام أيضاً للمستثمرين، أنه كثيراً ما يُستخدم الانستغرام بتداخل مع تويتر، مما يمكن أن يعطي طريقة جيدة وفعالة تعمل على الاتجاهين، خاصة أن الانستغرام يجتذب شرائح وطبقات اجتماعية مرفهة من سكان المدن بشكل خاص، فإنه يمكن أن يكون خياراً جيداً للترويج لأهداف معينة في هذه الأسواق.
وهناك مواقع تواصل اجتماعي أخرى أقل شعبية مما سبق، مثل "Tumblr" والتي تميل إلى جذب جمهور أصغر سناً وأقل ثراء، وتطبيق "hangouts"التابع لشركة غوغل والذي يستحق الاستكشاف إذا كانت الشركة ترغب في خلق فرص عالية التفاعلية.
وبعد الاطلاع على هذه المواقع، ومعرفة مضمونها يمكن للشركة أن تختار وسيلة التواصل الاجتماعي الأنسب لعملها، وهذا يعني إيجاد تجمع عملاء مناسب، مرفق بواقعية في طريقة التواصل معهم، لكن يجب التذكر أن شبكات التواصل الاجتماعي هي قناة ذات اتجاهين، ولذا فالشركة بحاجة دائماً للمشاركة في محادثات وخلق فعاليات فيها، مناسبة للزبون ولعملها.