سيكولوجية اللون الأحمر في التصميم الإعلاني

إن استخدام الألوان في التصميم الإعلاني ليس مجرد اختيار ألوان جميلة تتناسب مع قناعة المصمم أو قناعة مدير الشركة لكنه استخدام مرتبط بسيكولوجيا الألوان، والألوان المناسبة في التصاميم هي التي تأخذ بعين الاعتبار سيكولوجيا المستهلك المستهدف بالإعلان. فالألوان تؤثر على النفس البشرية بشكل لا إرادي حيث تؤثر في اللاشعور لدى الإنسان ولذلك فإن استخدام لون معين للإعلان عن المنتج وترويجه يؤثر على سلوك المستهلك ويؤثر على قراره الشرائي ويؤثر على إدراكه للماركة، وقد يكون هذا التأثير إيجابي أو سلبي وهذا يعود لاختيار الألوان المناسبة في تصميم الإعلان.
ولكل لون من الألوان دلالة نفسية لدى الإنسان تؤثر به وتجعله يتفاعل معه، فعندما يستخدم المصمم الإعلاني لون معين في التواصل مع المستهلكين فهو يرسل إليهم رسالة عن طريق الألوان التي يستخدمها في تواصله معهم مثل التواصل عن طريق الإعلان أو عن طريق البرشور أو الموقع الالكتروني أو غلاف المنتج...  لذلك يجب على المصمم أن يكون لديه إلمام بسيكولوجيا الألوان وتطبيقها بشكل مناسب في التصميم.
يقول علماء النفس أن اللون يؤثر بنسبة 60% في رفض أو قبول المنتج سواء تعلق الأمر بلباس أو سيارة … ويرى بعض المصممين عند إسقاط هذه المقولة على مجال التصميم أن اللون قد يؤثر بنسبة 99% في قبول التصميم الإعلاني أو رفضه. فعند التصميم يجب عدم الاعتماد على الذوق الشخصي للمصمم في اختيار الألوان، بل يجب المحاولة في تصميم شئ يوافق الجمهور المستهدف من الإعلان.
وللألوان أثر جليٌ في النفس فكثيراً ما يرتاح الإنسان للون معين دون الآخر، فنرى مثلاً أنّ الأشخاص الّذين يفضلون اللون الأحمر يتمتعون بصفات معينة وينطبق الأمر كذلك على الأشخاص الذين يحبون بقية الألوان. وفيما يلي توضيح لرمز وسيكولوجية اللون الأحمر:
يُعتبر اللون الأحمر من الألوان النارية، ويتميز عن باقي الألوان بأن له أطول موجة لون كما يتميّز بالوضوح ولفت الانتباه وإثارة الحواس لذلك هو أحد ألوان إشارات المرور التي ترمز إلى الخطر والتوقف. أما نفسياً فهو  يرمز إلى الجسد ومعتقداته كما يرمز بشكل إيجابي إلى الشجاعة والرجولة وهو بحد ذاته منبع للطاقة والحيوية،  كما يُرمز للون الأحمر سلبياً فهو يعمل على إرسال إشارات تنبه بالخطر والشر والعِداء، واللون الأحمر من الألوان المثيرة التي تعمل على زيادة معدل نبضات القلب، ويثير نزعة البقاء للفرد في حالة التعرّض للخطر.
كذلك يُعبّر اللون الأحمر عن الجرأة والقوة والحب، ووجدَ علماء الطاقة أن اللون الأحمر له تأثير على الجهاز العصبي، ويقوّي روح الانتماء، لهذا نرى أنّ الأشخاص الّذين يُعانون من بعض المشاكل الأسرية أو الذين يعانون من المشاكل النفسية مثل الوحدة والانعزال يحتاجون إلى وجود اللون الأحمر في حياتهم. كما أنّ المُغتربين والذين يعيشون بعيداً عن أهلهم يميلون إلى تفضيل اللون الأحمر على غيره لأنه يشعرهم بالانتماء مجدداً، ونرى أنّ الدبلوماسيين الذين يزورون بلداناً غير بلدانهم يتم استقبالهم بسجادة ذات لون أحمر لتشعرهم بالانتماء إلى هذه البلاد.
وتلجأ الكثير من النساء إلى ارتداء اللون الأحمر أو طلاء أظافرهن به أو وضعه كأحمر شفاه كونه لون مثير وجذاب، كما أنه يدل على الثقة بالنفس، وعلى شخصية جريئة ومرحة ومنطلقة، مليئة بالحيوية. و ينجذب الكثير من الرجال إلى هذا اللون، وقد فسر علماء النفس سبب هذا الانجذاب نتيجة لجذور بيولوجية موجودة في تكوين الرجل خارجة عن إرادته.
وللون الأحمر دَلالات عندَ استخدامه في تصاميم العلامات التجارية والديكورات الداخلية المتعلقة بالمطاعم، وخاصة مطاعم الوجبات السريعة، وذلك ليس فقط لأنه من الألوان الأنيقة والراقية، بل لأنه يعمل على زيادة مستوى الطاقة، وبالتالي يزيد الشهية، ويحرك مشاعر الجوع، ويحفز الأشخاص ويزيد تفاعلهم. كذلك يؤثر اللون الأحمر على المشاعر والرغبة لدى المستهلك، حيث يشعر أنه بحاجة لشراء المنتج حتى لو لم يكون يحتاج إليه.
ومن أشهر الماركات التجارية التي تستخدم اللون الأحمر: ماكدونالدز،نستلة، نسكافيه، ، كيت كات، كوكا كولا..
فمن خلال اختيار كوكا كولا اللون الأحمر لمنتجاتها وماركتها التجارية تُرسل رسالة لزبائنها بأن منتجها كوكا كولا هو منتج الطاقة ومنتج المرح والإثارة.
كذلك نلاحظ الاستخدام الدائم للون الأحمر في العروضات والتنزيلات، وذلك لأنه لون يدل على الطاقة والحيوية، والدافع والحركة، ويُشعر المستهلك بضرورة اتخاذ قرار سريع للشراء ..
إن لغة الألوان هي أسرع لغات التواصل و تتفوق بذلك على الكلمات والأشكال، لأنها تخاطب وبشكل مباشر المشاعر والعواطف..  فاللون وحده يمكن أن يشكل فرقاً واضحاً في التصاميم والعروض الإعلانية إذا ما تمّ تقديمه بأسلوب مدروس ومتناسق..