ترسيخ العلامة التجارية


تسعى كل شركة إلى ترسيخ صورة إيجابية لعلامتها التجارية في ذهن المستهلك. وفي عالم الاتصال المفتوح الذي نعيش فيه اليوم لم يعد هناك مكان للترويج الأحادي الاتجاه بل أصبح هنالك حوار بين المروّج والمستهلك. ويمكن للشركات التجارة أن تستفيد من هذا الحوار وأن تضمن بأن تحظى علامتها التجارية بمكانة مميزة لدى المستهلك دون عن غيرها، وأن تبني صورة ذهنية ناجحة لعلامتها التجارية من خلال الخطوات الإعلانية التالية:
1 ـ رواية قصة:
يمكن للشركات التجارية أن ترسم صورة إيجابية لعلامتها التجارية في ذهن المستهلك، وذلك من خلال تقديم العلامة التجارية على شكل قصة مميزة ذات أحداث مشوقة. فمن خلال تصميم إعلان مميز يروي قصة بطلتها العلامة التجارية تعمل الشركات على ضخ الحياة في علامتها التجارية فتصبح كائن حي يتفاعل معه الجمهور ويتابع أخباره ويتواصل معه. 
وأشهر مثال على ذلك هو إعلان الشوكولا المشهورة M&Ms حيث Red و Yellow هم أبطال الإعلان. إن M&Ms  في هذا الإعلان لا تسوق لمنتجاتها من الحلويات والسكاكر المختلفة بل تروي قصة شخصياتها الطفولية والخفيفة الظل والتي تحمل الكثير من البراءة.
2 ـ الظهور المتواصل
إن التواجد القوي للعلامة التجارية أمام الجمهور المستهدف والاستمرارية في ايصال رسالة موحدة لها عبر الإعلان المتواصل في جميع القنوات الإعلانية، له أهمية كبرى في ترسيخها في ذهن المستهلك.  
ومن أشهر الأمثلة على ذلك: كوكا كولا التي تحتل المرتبة الثالثة لأقوى العلامات التجارية في العالم، إلاّ أنها وبالرغم من ذلك من أكثر الشركات في العالم إنفاقاً على الدعاية والإعلان وبرامج الرعاية الإعلانية عبر مختلف وسائل الإعلام.
إن هذا الظهور المتواصل لكوكاكولا في كل مكان ابتداءً من التلفزيون وانتهاءً بالإعلانات الالكترونية مروراً بملاعب كرة القدم يجعلها متواجدة بقوة في ذهنية المستهلك مما لا يجعله يفكر كثيراً قبل اختيار كوكاكولا دون غيرها من المشروبات المتوفرة. كما أن الظهور الإعلامي المتواصل يرسخ كوكاكولا في أذهان اجيال من المستهلكين كالمشروب الأفضل لكل المناسبات الإجتماعية سواء كانت مع العائلة او الأصدقاء مما يعزز ولائهم لعلامتها التجارية.
3 ـ الترويج العاطفي
إن أنجح العلامات التجارية هي التي تتخذ من العاطفة استراتيجية لها في التواصل مع المتلقي. من خلال مايعرف بالترويج العاطفي الذي يخاطب المستهلك من خلال مشاعره واحتياجاته ومتطلباتة فيتولد لديه رد فعل قوي، يؤدي إلى بناء علاقة قوية بينه وبين العلامة التجارية.
ومن أشهر الأمثلة على ذلك شركة Nike  التي تطبق الترويج العاطفي، واستراتيجيتها مبنية على شخصية البطل أو الفائز أو الرقم واحد. إن استراتيجية Nike ذكية للغاية فهي تعتمد على التركيز على تحفيز المستهلكين للتغلب على عدوهم الداخلي وهو الكسل أو التباطؤ،  وبأنهم بالإصرار والمثابرة قادرين على التغلب على أي عقبات قد تمنعهم من تحقيق أهدافهم. ومن خلال التركز على جزئية البطولة يصبح بطل القصة هو المستهلك نفسه، وبالتالي يتم توليد ردة فعل عاطفية لديه تؤدي إلى بناء علاقة قوية بينه وبين العلامة التجارية.
4 ـ التطوير المستمر
إن التطوير المستمر للشركة، وتقديمها لمنتجات جديدة ذو قيمة وفائدة تُسهّل حياة الناس وتساعدهم في أداء أعمالهم بسلاسة وتوفر عليهم الوقت والجهد والعناء، من شأنه أن يؤدي إلى حجز الشركة مكانة لها في حياة الناس فتصبح جزءاً من أسلوب حياتهم. وهي بهذا لن تكسب فقط ولاء المستهلك بل سيتحول المستهلك الى أحد دعاة علامتها التجارية ولن يتردد في الوقوف لساعات في طوابير طويلة كي يكون أول من يمتلك منتجها الجديد.
ومن أشهر الأمثلة على ذلك شركة Apple  التي تسعى إلى إرضاء الناس من خلال التطوير المستمر لمنتجاتها من آيفون إلى ماك بوكس مروراً بالتابلت وغيرها .. فما إن تعلن شركة أبل عن جديدها حتى يقف الناس في طوابير طويلة ويتحملون عناء الانتظار للحصول على المنتج الجديد، فبالنسبة للملايين من محبي منتجات شركة Apple هي تقدم شيء جديد ومختلف لم يتوقعه المستهلك. فهي تقدم منتجاً يحل مشكلة لم يكن يعلم المستهلك أنها كانت موجودة في حياته.