البيتكوين


البيتكوين هي عبارة عن عملة وهمية (افتراضية) مشفرة  تعود إلى عام 2008، وقد قام بابتكارها وتصميمها شخص مجهول الهوية أطلق على نفسه اسم "ساتوشي ناكاموتو"، ووصفها بأنها نظام نقدي الكتروني يعتمد في التعاملات المالية على مبدأ الند للند، وهو اصطلاح تقني يعني التعامل المباشر بين مستخدم وآخر دون وجود وسيط.
ويوجد غموض فى هوية ساتوشي ناكاموتو الغير معروفة، فلا أحد يعرف إذا كان رجل أم امرأة أم مجموعة من الأشخاص، كما أنه لا أحد يعرف كم تمتلك هذه الشخصية من العملات... فإذا كانت دولة ما تتخفى خلف هذه الشخصية و تملك النصيب الاكبر منها فسيتسبب ذلك فى تغير مراكز القوى على الخريطة.
وتشبه البيتكوين إلى حد ما العملات المعروفة من الدولار واليورو وغيرها من العملات، ولكنها تختلف في أن تعاملاتها تتم فقط على الانترنت وليس لها وجود مادي، وهي مشفرة، أي لا يمكن تتبع عمليات البيع والشراء التى تتم بها أو حتى معرفة صاحب العملات...
ويتم توليد شيفرة البيتكوين وفق خوارزمية التشفير الشهيرة والقوية SHA-256 بصيغة ست عشرية كي تميز كل مستخدم عن الآخر دون الإشارة إلى هويته، يتم تخزينها في ملف خاص يُدعى  Walletيحتفظ هذا الملف كذلك بكل عنوان قام المستخدم بإرسال مبالغ إليه أو استقبالها منه.
وتعتبر الـ”بيتكوين” من العملات البسيطة والسهلة والآمنة عند استخدامها عبر الانترنت حيث تتم عملية البيع والشراء دون وجود هيئة وسيطة تنظم هذه التعاملات، أو رسوم تحويل ودون المرور عبر أي مصارف أو أي جهات أخرى.
وهى لا ترتبط بموقع جغرافي معين فيمكن لمالكها التعامل معها وكأنها عملة محلية. وأهم شيء في هذه العملة أنه ليس لها (ضابط ولا رابط) إن صح التعبير وذلك يُلغي سيطرة البنوك المركزية على طبع الاموال الذى تسببت بالتضخم وارتفاع الأسعار، والسبب الذى يجعل هذه العملة محمية من التضخم هو عددها المحدود فقد وضع "ساتوشي ناكاموتو" خطة على أن يتم انتاج 21 مليون عملة بحلول عام 2140، كما أن عددها المحدود أعطاها قيمة كبيرة فى السوق فبعد أن كان ثمنها يساوي 6 سنتات فقط، ارتفع الى أكثر من 100 دولار ثم هبت إلى حوالي 600 دولار.. ويبلغ سعرها اليوم في الأسواق المالية أكثر من 5500 دولار.
أما عن كيفية الحصول على عملة البيتكوين، فيتم الحصول عليها بعدة طرق و لكن الطريقة الرئيسية هي عملية التعدين، وهي تشبه عملية استخراج الذهب بالحفر في المناجم، ولكن في عملية تعدين البيتكوين، تستبدل أدوات الحفر بأجهزة الكمبيوتر وكلما زادت قدرة الجهاز على المعالجة، زادت قدرته على استخراج العملات بشكل أسرع، ويستبدل منجم الذهب ببرنامج لحل معادلات معقدة تحمل فى طياتها أكواد العملات، ومن يجد كود العملة تصبح هذه العملة ملكه، وهناك الكثير حول العالم من أصبحوا مهوسون بهذه العملة وحجزوا سيرفرات كاملة تعمل على مدار اليوم لحل المعادلات واستخراج العملات.
ولكن لا يستطيع أي شخص انتاج البيتكوين لأنها سلعة تحتاج إلى كمية هائلة من الكهرباء لإنتاجها، فمهما كانت قوة جهاز الكمبيوتر فإنه لن يستحمل الضغط الكهربائي الهائل وسيصاب بالتلف، بالإضافة إلى قيمة فاتورة الكهرباء العالية.. والحل يكمن في التعدين السحابي، وهو يتمثل ببساطة أن شركات مخصصة في المجال تُسمى بالمسبح (Pool)، مبدؤها أن يجتمع مجموعة من الأشخاص لهم نفس الهدف، ويدفع كل شخص نسبة من المال عبارة عن استثمار وعند الربح يأخذ المال على حسب النسبة التي وضعها.
وعلى الرغم من وجود مجموعة محدودة نسبياً من المواقع التي تقبل دفعات بيتكوين لقاء منتجاتها، مقارنةً بالمواقع التي تتعامل بالعملات التقليدية، فإن البيتكوين مدعومة من مجموعة متزايدة من المواقع، من بينها شركات ومواقع كبيرة ومتنوعة، مثل مواقع بيع خدمات الاستضافة وحجز أسماء النطاق والشبكات الاجتماعية ومواقع الفيديو والموسيقى والمواقع المتنوعة التي تبيع مختلف أنواع المنتجات...
وبالإضافة إلى شراء المنتجات، يستطيع المستخدم تبديل البيتكوين الموجودة لديه بعملات أخرى حقيقية. وعملية التبديل هذه تتم بين المستخدمين أنفسهم الراغبين ببيع بيتكوين وشراء عملات حقيقية مقابلها أو العكس. ونتيجةً لذلك تمتلك البيتكوين سعر صرف خاصا بها، ويتجه هذا السعر إلى تصاعد، إذ يصل اليوم إلى أكثر من 5500 دولار بعد أن كان سعر البيتكوين بضعة دولارات فقط قبل سنوات قليلة.
وحتى اليوم لا تزال هذه العملة الافتراضية محط خلاف وتخبط في التعامل معها من قبل الدول. وتتفاوت النظرة إلى هذه العملة ما بين السماح بالتعامل بها، والحظر، وكذلك التحذير من استخدامها، من دون منعها أو اعتبارها غير قانونية. ولقد حذرت غالبية المصارف المركزية العربية والدولية من التعامل بها، بمبررات تتعلق بالمخاطر المرتبطة بالتداول بها على حماية المستهلكين... وعلى الرغم من كل التحذيرات فإن البيتكوين هي صاحبة التداولات الأكثر ازدحاماً في الأسواق المالية. ويقول أحد خبراء أسواق المال أن الاهتمام الدولي بعملة البيتكوين وانتشارها الكبير خلال فترة قصيرة يضع علامات استفهام وراء مُنشئها وداعمها ومن أي جهة تُدار، وإن نجاحها من عدمه يقاس بحجم من يدير هذه العملة.